شرع الله سبحانه و تعالى الزّواج و جعله من سنن الشّرائع كلّها ، فناموس الحياة مستقرٌ على مفهوم الزّواج كحاجةٍ أساسيةٍ في نفس الإنسان ، فبالزّواج تعفّ النّفس و تستقر و تشعر بالطّمأنينة و السّكينة ، و بالزّواج يستمرّ الجنس البشريّ و يتوالد ، فهي سنّةٌ محمودةٌ و عملٌ ضروريٌ نافعٌ إذا انضبط وفق أحكام الشّرع و الأخلاق أعطى أروع النّماذج في العلاقات الإنسانيّة بين البشر .
و هناك أسسٌ في اختيار كلا الشّريكين الذّكر و الأنثى لبعضها ، فالمرأة يرغب فيها الرّجل بوجود صفاتٍ معينةٍ فيها كالجمال أو المال أو الحسب و النّسب أو الدّين و الأخلاق ، و الرّجل كذلك ترغب به المرأة و توافق عليه بوجود صفاتٍ مطلوبةٍ فيه ، و تتحدّد مدى أهمية كلّ صفةٍ من هذا الصّفات بناءً على أولويات الشّريك في اختيار شريكه ، فمن النّاس من يعطى صفة الدّين الأولوية في الزّواج و اختيار الزّوج المناسب و هذا هو الصّواب و الأصل ، و بعض النّاس يعطي أولويةً للمادة في اختياره فيفضّل صاحب المال و الجّاه .
و الزّواج كغيره من العلاقات الإنسانيّة قد تعتريه مشاكل و صعوبات ، فقد بيّن الرّسول صلّى الله عليه و سلّم أنّ الصّبر مطلوبٌ من الرّجل على زوجته إذ أنّها خلقت من ضلعٍ أعوجٍ و أعوج ما في الضّلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته و كسرها يكون بالطّلاق و إنهاء العلاقة ، فصبر الرّجل يجب أن ينبع من إيمانه بطبيعة خلق المرأة و اختلافه عن خلق الرّجل ، و هذا ما أكدّه العلم الحديث فعلاً ، فالزّوج و كما بيّن الرّسول الكريم عليه الصّلاة و السّلام عليه بالصّبر و عدم كراهية زوجته و جفاءها مهما رأى من أخطاءٍ ، فربّما رأى حسناتٍ كثيرةٍ منها في مواقف أخرى ، و كذلك الحال مع المرأة مطلوبٌ منها الصّبر على زوجها و نصيحته مع التّأكيد على وجوب طاعته بالمعروف ، و بالمقابل وجب عليه حسن معاملته لزوجته و احترامها ، فهي ليست أسيرةً عنده ، و قد استوصى النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم بالنّساء خيراً و شبّههنّ بالقوارير في رقّتهنّ ، فالتّعامل معها ينبغي أن يكون في حدود و انطلاقاً من مفهوم الرّعاية و القوامة و حسن العشرة .
و لا يكاد يخلو بيتٌ من المشاكل و لكن للأسف ما انتشر في بيوتنا و بين أزواجنا هو عدم وجود الحكمة و التّعقل لحلّ المشاكل بين الزّوجين ، و كلّ ذلك نتيجة سوء التّربية و التّنشئة الدّينيّة و الأسريّة من الوالدين و المجتمع .
المقالات المتعلقة بما هي نصائح الزواج